نجح عالم مصري شاب في التوصل إلى اكتشاف يمثل نقلة نوعية في مواجهة مرض السرطان، الذي يتطور في كثير من الأحيان دون اكتشاف مبكر، حيث توصل العالم شهدي، إلى أن أورام السرطان تفرز مادة وراثية سائلة في دم المريض ومن خلال تلك المادة وتحليلها يمكن الحصول على ملايين المعلومات عن تطورات المرض وطرق علاجه
ومن خلال ذلك أيضا، يمكن وضع خطط العلاج للورم السرطاني وتحديد مدى استجابته للعلاج من عدمه، فضلا عن إراحة من المرضى من شقاء العمليات الجراحية لأخذ العينات الصلبة من الأورام واستبدال ذلك بالعينة السائلة التي اكتشفها العالم المصري.
شهدي، المدرس المساعد بكلية طب جامعة القاهرة، وقد حقق هذا الاكتشاف عبر قيادته لفريق بحثي ضخم في الولايات المتحدة. وشمل هذا الفريق باحثين من كلية طب ويل كورنيل بنيويورك وجامعة القاهرة ومعهد السرطان بنيفادا وجامعة واشنطن وجامعة هارفارد.
وقد احتفت مجلة "نيتشر" العلمية الشهيرة عبر دوريتها الأقدم "مجلة السرطان الإنجليزية"بهذا الإنجاز وخصصت له عددا خاصا يسرد تفاصيله في يوم 19 يناير الجاري.
ووفق الدراسة المنشورة في "نيتشر"، فقد لاحظ كيرلس وفريقه البحثي أن جزءا من المادة الوراثية للأورام الخبيثة يجد طريقه من الورم إلى الأوعية الدموية في شكل مادة سائلة، وأصبح من السهل أن يتم إجراء تحليلات جينية على المادة الوراثية السائلة بالدم للمساعدة في فهم أفضل للتغيرات الجينية التي تحدث أثناء تطور المرض دون الحاجة لتعريض المريض إلى أخذ عينات متكررة من الورم والذي يتطلب إجراءات جراحية معقدة غير مناسبة لأغلب المرضى.
الفريق البحثي الذي يضم بين أعضائه أيضا المصري بيشوي فلتس، أجرى دراسة موسعة للإجابة على سؤال مهم لمرضى سرطان المثانة وهو هل يمكن استخدام المادة الوراثية السائلة للتنبؤ باستجابة الورم للعلاج وفهم أسباب مقاومة المرض للعلاج؟
كيرلس شهدي قال، إن فريقه البحثي، للإجابة عن هذا السؤال، قام بتحليل 182 عينة سائلة جُمعت من 53 مريضا مصابين بمراحل متقدمة من سرطان المثانة أثناء تلقيهم للعلاج على مدار خمس سنوات، وتم تحليل المادة الوراثية السائلة في تلك العينات باستخدام تكنولوجيا متقدمة، والتي تمكننا من معرفة الطفرات الجينية وكميتها في العينة.
وأضاف: "تُعد هذه الدراسة من أكبر الدراسات الإكلينيكية عن متابعة المادة الوراثية السائلة بالدم لدى مرضى سرطان المثانة"، وتابع: "دائمًا ما يقف الطبيب عاجزا عن إخبار المريض وهو في مرحلة متقدمة إذا كان هناك نفع حقيقي من العلاج أم لا، اليوم نعطي الطبيب والمريض أملا جديدا ونقدم وسيلة استرشادية مهمة لخطة علاج أفضل".
0 Comments: