بموجب مذكرة التفاهم ستتعاون مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة تيرا باور الأمريكية في مجموعة من المجالات بما في ذلك التصميم الفني والجدوى التجارية لتطوير تقنية الناتريوم التي ابتكرتها الشركة والتي سيتم استخدامها بشكل أساسي في إنتاج الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية.
تتواصل، الاثنين، فعاليات كوب 28 لليوم الخامس على التوالي في مدينة إكسبو دبي، حيث من المتوقع أن يتناول اليوم موضوعات التمويل والتجارة والمساواة بين الجنسين. ويركز كوب 28 على حشد التمويل لمكافحة تغير المناخ، وهي قضية مهمة في جهود العمل المناخي، للحفاظ على هدف تفادي تجاوز درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية.
وكان رئيس الإمارات محمد بن زايد أطلق خلال كوب 28 صندوق ألتيرا الاستثماري لتحفيز العمل المناخي برأس مال أولي قدره 30 مليار دولار، لدعم جهود التمويل المناخي.
الطاقة النووية
وقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الحكومية وشركة تيرا باور للابتكار في الطاقة النووية المتقدمة التابعة لرجل الأعمال الأمريكي بيل غيتس، مذكرة تفاهم تتعلق بتقنية متقدمة في المفاعلات النووية طورتها الشركة الأمريكية، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية يوم الاثنين.
وبموجب مذكرة التفاهم ستتعاون المؤسسة والشركة في مجموعة من المجالات بما في ذلك التصميم الفني والجدوى التجارية لتطوير تقنية الناتريوم، التي ابتكرتها شركة تيرا باور، في كل من الإمارات والولايات المتحدة. وتدخل تقنية الناتريوم في تصاميم المفاعلات النووية وتتميز بتوفير إمدادات مستقرة من الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، وفق الوكالة.
وسيتم استخدام هذه التكنولوجيا بشكل أساسي في إنتاج الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية إلى جانب التطبيقات غير التقليدية للطاقة النووية التي تشمل إنتاج الهيدروجين وسبل تسريع خفض البصمة الكربونية للقطاعات التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة وذلك باستخدام الكهرباء الصديقة للبيئة.
توقيع مذكرة التفاهم جاء على هامش قمة كوب 28، التي شهدت تعهد أكثر من 20 دولة -وفق وكالة رويترز- بزيادة قدرات الطاقة النووية السلمية هذا العقد إلى ثلاثة أضعاف لمجابهة تغير المناخ. وحضر غيتس بعض فعاليات كوب 28 بالإمارات، حيث أعلنت مؤسسته الخيرية عن تعهدات مالية بملايين الدولارات لبعض المبادرات المُعلنة.
ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية هي المعنية بتنفيذ البرنامج النووي السلمي الإماراتي، والذي يشمل تصميم أولى محطات الطاقة النووية بالإمارات وإنشائها وامتلاكها وهي محطة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي. وأعلنت المؤسسة، الاثنين أيضا، توقيع أول عقد تجاري لتوريد وقود اليورانيوم مع الشركة الوطنية للطاقة الذرية في كازاخستان (كازاتومبروم)، لضمان إمدادات الوقود لمحطات براكة. وتم توقيع العقد بحضور مسؤولين من البلدين خلال كوب 28.
تعهدات من بنوك إماراتية
تعهدت عدة بنوك عاملة في الإمارات بتريليون درهم إماراتي أو ما يعادل 272 مليار دولار للتمويلات الخضراء، والتي تتضمن المشاريع أو الشركات التي تعمل أو تهدف لخفض انبعاثات الكربون. وجاء التعهد في حديث لعبد العزيز الغرير، رئيس مجلس إدارة اتحاد مصارف الإمارات، خلال كوب 28 الاثنين.
إعلانات وانتقادات
قال سلطان الجابر رئيس كوب 28، خلال مؤتمر صحفي الاثنين، إن الأيام الأربعة الأولى من قمة المناخ شهدت حشد نحو 725 مليون دولار لصندوق معني بالخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ في الدول النامية. وتابع الجابر متحدثا عن نتائج كوب 28 قائلا إن الصندوق المتعلق بالخسائر والأضرار كان في "خطر حقيقي" في السابق.
وأضاف الجابر أن التعهدات خلال الأيام الماضية من القمة تشمل 2.7 مليار دولار للصحة، و2.6 مليار دولار للطبيعة، و2.5 مليار دولار للطاقة المتجددة، و1.2 مليار دولار لخفض انبعاثات غاز الميثان المسبب للاحتباس الحراري.
وأضاف أنه تم خلال الأيام الماضية من كوب 28 الكشف عن 8 إعلانات جديدة تتعلق بمجالات مختلفة ومصممة للمساعدة في تحول الاقتصاد العالمي، وأن الأيام المقبلة ستشهد ثلاثة إعلانات جديدة تتعلق بمجالات مختلفة منها الهيدروجين والتبريد.
وانتقد رئيس كوب 28 وسائل الإعلام عند توجيه سؤال له من صحفية حول مقطع فيديو نشرته صحيفة الغارديان البريطانية له مؤخرا يعود إلى نوفمبر الماضي أثناء محادثة له مع رئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون قال خلالها إنه "لا يوجد علم و لا سيناريو...يقول إن التخلي عن الوقود الأحفوري هو ما سيحقق (هدف) 1.5 درجة مئوية".
وأضاف أنه كرر مررا أن التخلي عن الوقود الأحفوري هو أمر "ضروري" وأن هذا التحول للطاقة النظيفة ضروري ويجب التخطيط له جيدا، لكنه أضاف: "أشعر بالدهشة حقا من المحاولة المستمرة لتقويض هذه الرسالة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الجابر رئيس كوب 28 لانتقادات بسبب تقارير إعلامية، إذ سبق ونشرت بي بي سي تقرير ورد فيه أن الإمارات تخطط لاستخدام قمة المناخ التي تستضيفها لإبرام صفقات لها علاقة بالنفط والغاز، ورفض الجابر ما جاء في هذا التقرير. غير أن هيلدا هاين عضو المجلس الاستشاري الرئيسي لكوب 28 استقالت يوم الجمعة الماضي عقب انطلاق قمة المناخ بسبب التقارير المتعلقة بسعي الإمارات لإبرام اتفاقات جديدة للنفط والغاز مستغلة رئاستها لكوب 28.
