الأحد، 27 أغسطس 2023

هل تتجدد مساعي مصر لاستعادة آثارها الفرعونية بعد سرقة بعضها من المتحف البريطاني؟

هل تتجدد مساعي مصر لاستعادة آثارها الفرعونية بعد سرقة بعضها من المتحف البريطاني؟

حجر رشيد موجود في المتحف البريطاني


شكلت سرقة الاثار الفرعونية من المتحف البريطاني صدمة كبيرة في الأوساط الثقافية، في ظل اختفاء مئات القطع الأثرية النادرة التي يعود تاريخ بعضها للقرن الخامس عشر قبل الميلاد.

وأعادت هذه الحادثة إلى الواجهة الحديث عن استرجاع الآثار المصرية الموجودة بالخارج في ظل انهيار حجة الحفاظ على هذه الآثار والمخاوف من تعرضها للسرقة حال تكرار هذه الحادثة، لا سيما وأن المتحف قد تلقى تحذيرات منذ عام 2021 بوجود شكوك حول تهريب قطع منه دون أن تلقى تلك التحذيرات الاستجابة الكافية.

ويوضح شريف شعبان، المسؤول الأثري بالإدارة المركزية للمعلومات والتحول الرقمي بوزارة السياحة والآثار المصرية والمحاضر في كلية الآثار جامعة القاهرة أن سرقة الآثار المصرية والحيازة غير القانونية لها بالمتاحف العالمية تعد من أكثر المشكلات التي تؤرق قطاع الآثار في مصر.

وأضاف شعبان أنه حتى أواخر القرن الماضي كانت القطع المصرية تخرج دون رقابة في ظل صراع استعماري للسيطرة على الآثار المصرية، وبالأخص من جانب المتحف البريطاني، الذي يضم العديد من الآثار المصرية والتي لا تلقى الاهتمام الكافي، لافتا إلى عبارة ساخرة تقال عن المتحف البريطاني أنه لا يضم أي أثر بريطاني.

شعبان شدد على أن الحديث عن تأمين الآثار المصرية في المتاحف العالمية أمر يحتاج للمراجعة، فرأس نفرتيتي بمتحف برلين تعرضت للإهانة أكثر من مرة رغم مطالبة الحكومة المصرية بعودة الرأس إلى وطنه الأم مصر بعد سرقتها على يد الألماني بورخاردت عام 1912.

وأكد الباحث والخبير في الآثار المصرية على أن:

حيازة الآثار المصرية داخل المتاحف العالمية عمل غير أخلاقي قبل أن يكون غير قانوني.

مزاعم الغرب بخضوع الآثار المصرية للحماية في متاحفه باتت واهية وسرقة المتحف البريطاني دليل واضح على ذلك.

مصر أصبحت لديها سلسلة من المتاحف العالمية على أعلى مستوى مثل متحف الحضارة بالفسطاط، والمتحف الكبير، ولا تزال تعمل على ضمان وجود متحف في كل محافظة.

حوادث سرقات الآثار داخل المتحف البريطاني تعطي لمصر كل الحق في المطالبة باستعادة آثارها المهربة سواء في المتحف البريطاني أو غيره، خاصة في ظل قدرة مصر الكاملة على حمايتها.

أبرز الآثار المصرية في المتحف البريطاني :

حجر رشيد الذي عن طريقه تمكنا من فك طلاسم اللغة المصرية القديمة.

تمثال نصفي شهير للملك رمسيس الثاني.

بعض أحجار كساء الهرم الأكبر.

مومياوات من عصر ما قبل الأسرات.

جزء من لحية أبو الهول.

تمثال ضخم للملك أمنحتب الثالث.

يشار إلى أن هارتويغ فيشر مدير المتحف البريطاني في لندن قد استقال بسبب وقوع عمليات سرقة وفقد إلى جانب تلف بعض القطع من مجموعة المتحف، معترفا بأن المؤسسة لم تستجب بشكل شامل عندما تم تحذيرها من السرقات في عام 2021. وكان المؤرخ الفني والتاجر البريطاني إيتاي جراديل، قد حذر رؤساء المتحف من أنه يتشكك في وجود أثار تم تهريبها من المتحف، لكنهم أكدوا له أنه لا يوجد شيء خاطئ.

المحققون في المملكة المتحدة يسابقون الزمن لاستعادة القطع المسروقة من المتحف البريطاني والتي تتضمن مجوهرات ذهبية وأحجارا كريمة يعود تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد، ما يجعل عمرها الآن أكثر من 3000 عام، في عمل تشتبه السلطات أنه داخلي.  وأفادت صحيفة "التليغراف" البريطانية بأن عملية السرقة تمت في فترة زمنية تعود إلى عام 2019 على الأقل حينما تم إغلاق المتحف أمام الجمهور لمدة 163 يوما خلال وباء كورونا.

الأحد، 13 أغسطس 2023

فريق جامعة المنصورة يكتشف نوع غريب من الحيتان عاش في مصر قبل 41 مليون سنة

فريق جامعة المنصورة يكتشف نوع غريب من الحيتان عاش في مصر قبل 41 مليون سنة

الفريق العلمي بجامعة المنصورة


أعلنت جامعة المنصورة في مصر اكتشاف نوع غريب من الحيتان عاش قبل 41 مليون سنة في البلاد، ووثق فريق جامعة المنصورة هذا الاكتشاف في ورقة بحثية نشرت اليوم في دورية Communications Biology، الصادرة عن مؤسسة Nature العالمية، وذكرت الجامعة أن هذا الحوت يعد أحد أصغر وأقدم أسلاف الحيتان مائية المعيشة، والتي تطورت فيما بعد.

وقال الدكتور شريف يوسف خاطر رئيس جامعة المنصورة إن فريقاً بحثياً بقيادة علماء مصريين بالجامعة تمكنوا من تسجيل اكتشاف جديد لجنس ونوع من أسلاف الحيتان المنقرضة التي جابت المياه المصرية قبل نحو 41 مليون سنة. وأضاف أن الفريق وثق هذا الاكتشاف في ورقة بحثية.

من جانبه قال عالم الحفريات المصري هشام سلام، قائد الفريق البحثي، إن هذا الحوت الجديد ينتمي إلى عائلة حيتان الباسيلوصوريات Basilosauridae، وهي مجموعة من أسلاف الحيتان المنقرضة التي تمثل أول مراحل المعيشة الكاملة للحيتان في الماء، بعد انتقال أسلافها من اليابسة إلى الماء.

وأضاف سلام قائلاً: "رغم أن هذه المجموعة من أسلاف الحيتان كانت قد طورت خصائص تشبه الأسماك، مثل تحول الطرف الأمامي إلى زعانف واستطالة الفقرات ونمو زعنفة الذيل، إلا أنها كانت تمتلك أطرافاً خلفية يمكن رؤيتها بما يكفي لتسميتها "أرجل"، والتي لم تكن تستخدم في المشي إطلاقاً لضآلة حجمها".

في غضون ذلك، قال الدكتور محمد سامح، المؤلف الرئيسي للدراسة وعضو مجلس إدارة مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، إنهم عثروا على حفريات الحوت الجديد والتي تتألف من جمجمة وفكين وأسنان والفقرة العنقية الأولى وأجزاء من العظم اللامي (وهو العظم الواقع عند قاعدة اللسان) في صخور عصر الإيوسين من متكون وادي الريان الجيولوجي في منخفض الفيوم، مشيراً إلى أن عمر الطبقات التي اكتشف منها هذا الحوت يقدر بنحو 41 مليون عام، "مما يساعد في استكمال صورة تطور الحيتان الأولى في إفريقيا في هذا العمر".

وأضاف أنه بعد دراسة أبعاد العظام المتحفرة وإجراء المعادلات الحسابية لاستنتاج طول الحوت ووزنه، اتضح أن الحوت الجديد كان يبلغ طوله نحو 2.5 متر، بينما يصل وزنه إلى قرابة 187 كلغ، وبذلك يعد الأصغر حجماً بين كل أفراد عائلته من شتي أنحاء العالم.

وتابع أن الحوت كان قادراً على السباحة بكفاءة وربما الغوص لأعماق متفاوتة بما يشبه أحفاده من الدلافين اليوم، "مما يقدم لنا فهماً غير مسبوق لتاريخ الحياة والتطور والجغرافيا القديمة للحيتان الأولى".

وأوضح عبدالله جوهر، عضو الفريق العلمي أن هذا الحوت كان يعيش في المنطقة وقتما كان قطاع كبير من الأراضي المصرية مغطى ببحر شاسع يعرف بـ"بحر تيثيس"، حيث عاشت حيوانات بحرية قديمة من بينها أسلاف الحيتان التي تعيش اليوم.

وأضاف أنه تبين من الدراسة التشريحية المفصلة لحفريات الحوت أنه يختلف تماماً عن كل أقرانه من الحيتان المعروفة من قبل، إذ إنه يمتلك نمطاً فريداً من الأسنان، مكّنه من اكتشاف موائل مختلفة.