الرئيس الروسي يتحدث عن مشروع ضخم للتعاون الثلاثي بين مصر وروسيا والإمارات..

تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته للجناح الإماراتي في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي عن مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس الاقتصادية في جمهورية مصر العربية. وأشار بوتين إلى أنه تجري حاليا مناقشات بشأن هذا المشروع الضخم. وعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة اقتراحا ثلاثيا للتعاون بين روسيا ومصر والإمارات.

ويهدف مشروع "صن سيتي"، الذي تبلغ قيمته 4.6 مليار دولار، إلى إنشاء منطقة صناعية في مصر، تقع على الساحل المصري للبحر الأبيض المتوسط، بالقرب من قناة السويس التي تعد ممرا حيويا لـ20% من التجارة العالمية. وستشمل هذه المنطقة الصناعية فروع شركات السيارات والبتروكيماويات والطاقة والدواء ومواد البناء الثقيلة، وستوفر فرصا اقتصادية للشركات الروسية في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.

وسيتم بناء هذه المدينة الصناعية على شكل نصف دائرة، وستتكون من قسمين: شرقي وسيطلق عليه "موسكو"، وغربي سيطلق عليه "سانت بطرسبورج"، وستقام على مساحة ألفي هكتار. كما سيتضمن المشروع منطقة ترفيهية وحديقة مثلثة الشكل ليتمكن سكان هذه المدينة من قضاء وقت فراغهم.

وأثنى بوتين في محادثاته مع الشيخ محمد بن زايد على العلاقات الودية والمتطورة بين روسيا والإمارات، كما شكره على مساهمته في حل عدد من القضايا ذات الطابع الإنساني في خضم الصراع الأوكراني، لا سيما فيما يتعلق بتبادل الأسرى.

وتعتبر المنطقة الاقتصادية الخاصة في مصر قاعدة انطلاق توسيع الأعمال التجارية للشركات الروسية في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث ينظر المصريون إلى المنطقة الصناعية الروسية كمشروع رائد في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. ويأتي هذا المشروع كجزء من خطة التنمية الاقتصادية الشاملة لمصر، والتي تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين البنية التحتية للبلاد.

ويعد مشروع "صن سيتي" نموذجا للتعاون الثلاثي بين مصر وروسيا والإمارات، ويعكس مدى التزام هذه الدول بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينها. ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تعزيز النمو الاقتصادي في مصر وخلق فرص عمل جديدة، كما سيعزز التعاون الاقتصادي والتجاري بين روسيا والإمارات ومصر.

وتشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وروسيا والإمارات نموا متسارعا في السنوات الأخيرة، وتعد هذه الدول من أهم الشركاء التجاريين لبعضها البعض. ومن المتوقع أن يتعزز هذا التعاون في المستقبل، ويشهد المزيد من الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية والتجارية المشتركة.