الثلاثاء، 27 يونيو 2023

مصر تتطلع للإنضمام لعضوية واحدة من أهم التجمعات الاقتصادية في العالم"بريكس".. ما أهمية الخطوة؟

مصر تتطلع للإنضمام لعضوية واحدة من أهم التجمعات الاقتصادية في العالم"بريكس".. ما أهمية الخطوة؟

أعلام الدول المشتركة في منظمة "بريكس"


كشف مراقبون ومحللون اقتصاديون، عن دلالة انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس"، باعتبارها واحدة من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، معتبرين ذلك فرصة للقاهرة لزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.

ويأتي ذلك بعدما كشف السفير الروسي بالقاهرة، غيورغي بوريسينكو، عن تقدم مصر بطلب للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، قائلًا لوسائل إعلام روسية: "لقد تقدمت مصر بطلب للانضمام إلى مجموعة بريكس، لأن إحدى المبادرات التي تشارك فيها بريكس حاليا هي تحويل التجارة إلى عملات بديلة قدر الإمكان، سواء كانت وطنية أو إنشاء عملة مشتركة، ومصر مهتمة جدا بهذا الأمر".

وفي مارس الماضي، صدّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتفاقية تأسيس بنك التنمية الجديد التابع لتجمع "بريكس" ووثيقة انضمام مصر إلى البنك. وتنتظر "بريكس" تطورات جوهرية، تحسمها القمة المقبلة المُرتقبة للمجموعة، والتي من المنتظر أن تناقش طلبات الانضمام البالغة 19 طلبا، بينها مصر.

وعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء في بريكس "البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا"، اجتماعا في مدينة كيب تاون مطلع يونيو الماضي، حضروه دبلوماسيين من 12 دولة ترغب في الانضمام إلى المجموعة، من بينها: الأرجنتين ومصر والغابون وإندونيسيا وإيران.

أهمية مجموعة البريكس

"بريكس" هي اختصار للحروف الأولى باللغة الإنجليزية للدول المكونة للمنظمة، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. ويعد تجمع "بريكس" من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، ويمثل التجمع نحو 30 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي، و26 بالمئة من مساحة العالم و43 بالمئة من سكان العالم، وتنتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم.

وتأسس تجمع "بريكس" من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين عام 2006، وانضمت إليه جنوب إفريقيا عام 2010. وتستضيف جنوب أفريقيا، التي تولت رئاسة "بريكس" الدورية في يناير الماضي، قمة بريكس الـ15، في أغسطس المقبل. من جانبها، تتطلع مصر منذ عام 2017، للانضمام لعضوية مجموعة "بريكس"، إذ قالت الهيئة العامة للاستعلامات إن ذلك "يحمل كثيرا من الفرص والمزايا، خاصة على صعيد التنمية والتجارة والاستثمار".

وشارك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في يونيو من العام الماضي، في جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية بقمة "بريكس" بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي كان رئيس القمة الأخيرة لدول البريكس. وهذه المرة الثانية التي يشارك فيها الرئيس المصري بقمة البريكس، بعد مشاركته عام 2017، بدعوة من الرئيس الصيني كذلك.

ماذا تستفيد مصر؟

بدوره، يشير الخبير الاقتصادي المصري، علي الإدريسي، إلى أن مصر تتطلع منذ سنوات للانضمام إلى مجموعة بريكس، حيث سبق وأن تقدمت بطلب غير رسمي، قبل أن تطلب ذلك بشكل رسمي مؤخرًا، محددًا أهمية المجموعة في عدد من النقاط، تشمل:

التعامل مع تكتل يضم ما يزيد عن 40 بالمئة من سكان العالم، سواءً من دول المجموعة أو دول تتعامل معها، كما ينتج أكثر من 30 بالمئة من السلع والخدمات على مستوى العالم، ويساهم بأكثر 31.5 بالمئة من معدلات النمو للاقتصاد العالمي.

الانضمام للبريكس يحمل فرصة كبيرة لزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين مصر والدول الأعضاء، فضلا عن أهمية الوجود وسط تكتل يحمي المصالح السياسية والاقتصادية للدولة المصرية ويضيف مزيدًا من التعاون وتبادل الخبرات.

الاستفادة من اتجاه البريكس للتعامل بالعملات المحلية أو بعملات غير الدولار الأميركي، وهذا جزء تحتاج إليه القاهرة نظرًا لمشكلة النقد الأجنبي، وبالتالي تنويع سلة العملات الأجنبية.

مصر باتت عضوًا في بنك التنمية التابع لبريكس، وهذه خطوة تؤكد إصرار الدولة المصرية للانضمام إلى المجموعة.

الانضمام يعزز من العلاقات السياسية الجيدة التي تربط مصر بباقي دول المجموعة وعلى رأسها روسيا والصين والهند، وبالتأكيد يسهل ذلك تواجد ذلك ضمن دول المجموعة.

البريكس يستفيد أيضا من وجود مصر في عضويته، حيث تكون بوابة لإفريقيا من حيث نفاذ وتوجيه السلع والخدمات الخاصة بهم، وتصدير لباقي دول القارة للاستفادة من السوق الإفريقي؛ استغلالًا لموقع مصر الجغرافي والمقومات التي تمتلكها.

من جانبه، يرى رئيس منتدى الدراسات الاستراتيجيّة والاقتصاديّة في القاهرة، رشاد عبده،  أن دول البريكس تمتلك قدرات اقتصادية كبيرة، بما يعود على مصر بالعديد من المزايا الاقتصادية. وعدّد عبده تلك المزايا في خلق فرصة لتنشيط الصادرات المصرية، بما يخفف الضغط على النقد الأجنبي بالبلاد، وتعزيز حركة التبادل التجاري مع دول المجموعة، والانفتاح على الاستثمارات المشتركة يحقق رواجا استثمارياً في مصر، فضلًا عن الحصول على منتجات ومواد خام بأسعار منخفضة.

الاثنين، 26 يونيو 2023

مصر تدرس التعامل التجاري مع الدول الإفريقية بالعملات الوطنية لتقليل الاعتماد على الدولار

مصر تدرس التعامل التجاري مع الدول الإفريقية بالعملات الوطنية لتقليل الاعتماد على الدولار


التخلص من التعامل بالدولار


كشفت مسؤولة التعاون الدولي في البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسم بنك"، كريستيان أبو لحاف، عن محادثات مع البنك المركزي المصري وعدد من البنوك التجارية العاملة في مصر لبدء تفعيل انضمام مصر خلال النصف الثاني من العام الجاري لمنصة الدفع والتسوية التي أطلقها أفريكسم بنك في يناير 2022 والمعروفة باسم (PAPSS). جاء ذلك في تصريحات للصحفيين المشاركين بالاجتماعات السنوية للبنك التي عقدت خلال الفترة من 18 إلى 21 يونيو الجاري في العاصمة الغانية "أكرا".

وأكدت أبو لحاف، أن انضمام مصر، بقيادة البنك المركزي وبمشاركة عدد من البنوك التجارية، سيعزز فرص الشركات والجهاز المصرفي في زيادة التبادل التجاري والاستثمار مع الدول الإفريقية بالعملات المحلية، ما يؤكد على قوة مصر الاقتصادية في الفتره الاخير،  والعمل على التغلب على أكبر عقبة وهي ضغوط وفرة النقد الأجنبي .

أوضحت أن" أفريكسم بنك" يبذل مجهودات مكثفة في تنفيذ التعاملات التجارية عبر منصة التسويات والمقاصة PAPSS التي ضخ استثمارات كبيرة في بنيتها التكنولوجية بهدف إنجاح التعاملات التجارية في أقصر وقت وبدرجة أمان عالية. وأشارت إلى أن "أفريكسم بنك" بدأ تفعيل عمل منصة PAPSS مع دول غرب إفريقيا، التي أثبتت نجاحها في إرسال واستقبال الحوالات عند تعاملات الشركاء التجاريين في الدول الإفريقية بعملة كل دولة.

وتوقع بنك التصدير والاستيراد الإفريقي “أفريكسم بنك” أن تنضم 15 إلى 20 دولة إلى نظام الدفع والتسوية الإفريقي بحلول نهاية العام، وفقا لتصريحات رئيس البنك بنديكت أوراما قبل الاجتماعات السنوية للبنك في أكرا، حيث بدأت المنصة عملياتها التجارية مع 9 دول وقعت حتى الآن.

وقال أوراما إن النظام المعروف باسم "PAPSS" يستخدم أسعار صرف الدولار في الوقت الحالي، لكننا نعمل مع البنوك المركزية لتطوير آلية سعر الصرف التي من شأنها السماح للعملات الإفريقية البالغ عددها 42 عملة بأن تكون قابلة للتحويل فيما بينها".

وتتم الغالبية العظمى من التجارة البينية لإفريقيا من خلال التحويلات إلى الدولار، وتسعى مبادرات مثل "PAPSS" واتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي من شأنها إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من حيث المساحة، إلى تعزيز التجارة الداخلية عن طريق تقليل الحواجز، بما في ذلك الحاجة إلى التعامل بالدولار.

على جانب آخر، أوضحت مسؤولة التعاون الدولي في البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد أن إجمالي محفظة التعاون مع مصر تقدر بنحو 25 مليار دولار حتى نهاية سبتمبر الماضي بما يعادل 25% من إجمالي المحفظة التمويلية للبنك، التي استهدفت دعم تمويل التجارة البينية مع الدول الإفريقية (التصدير والاستيراد) والاستثمارات المباشرة والقطاعات التنموية الأخرى المختلفة. وأفادت بأن هذه التمويلات تمت في السنوات الأخيرة مع تعزيز الاهتمام الكبير من جانب مصر بالتعاون مع الدول الإفريقية، وما تبع ذلك من زيادة أعمال الشركات المصرية في الدول الأفريقية.

وذكرت كريستيان أبو لحاف أن البنك نجح على مدار السنوات الماضية في توفير معدلات سيولة من النقد الأجنبي لمصر عبر التعاون مع البنك المركزي والبنوك المصرية، وتمويل رجال الأعمال والشركات المصرية لتوسع أعمالهم في الدول الإفريقية، مشيرة إلى أن هذه التمويلات الكبيرة المقدمة لمصر ترجع إلى كونها أكبر مساهم في رأس ماله، تليها نيجيريا من إجمالي 52 دولة إفريقية مساهمة في رأس مال البنك، بخلاف الأعضاء من القطاع الخاص والمؤسسات المالية المصرفية الإفريقية والدولية.

ونوهت أبو لحاف – التي تنتمي إلى الجيل المؤسس للبنك قبل 30 عاما – أن أفريكسم بنك اتخذ مصر مقرا رئيسيا له منذ عام 1993 بهدف خلق الروابط بين الدول الإفريقية بعضها ببعض لتحقيق المصالح المشتركة والتبادل التجاري والاستثمارات المباشرة وكذلك تعزيز الروابط الإفريقية مع العالم الخارجي.

وأوضحت أن البنك تمكن من إزاحة أهم عقبتين تقفان عائقا أمام الشركات المصرية لتوسع أعمالها في السوق الإفريقية وهما نقص المعرفة بشأن الشركاء الآخرين وأزمة تمويل التجارة مع باقي الدول الإفريقية وضمان الصادرات.

الأحد، 25 يونيو 2023

أكثر 10 دول امتلاكاً لاحتياطي النقد الأجنبي.. بينها بلد عربي واحد!

أكثر 10 دول امتلاكاً لاحتياطي النقد الأجنبي.. بينها بلد عربي واحد!

احتياطي النقد الأجنبي


عند الحديث عن احتياطي النقد الأجنبي، فقد يكون ترتيب الدول صادم بشكل غير متوقع، إذ تحتل الصين المرتبة الأولى عالمياً باحتياطيات 3.4 تريليون دولار، فيما تأتي اليابان، وسويسرا، في المراتب التالية بعدها، ولكن الأمر الغريب هو أن الولايات المتحدة ليس من بين الدول العشر الأوائل، رغم كون الدولار، هو عملة الاحتياط العالمي الأكثر هيمنة.

ويشار إلى احتياطي النقد الأجنبي، بالمعنى الحرفي، إلى الودائع والسندات من العملة الأجنبية فقط التي تحتفظ بها المصارف المركزية والسلطات النقدية. ولكن، يشمل المصطلح في الاستخدام الشائع العملات الأجنبية والذهب، واحتياطي حقوق السحب الخاصة (Special Drawing Rights) لدى صندوق النقد الدولي.

وتعد السعودية من بين أكبر الدول امتلاكاً لاحتياطي من النقد الأجنبي في مصرفها المركزي، إذ تتجاوز 400 مليار دولار، وتحتل المرتبة التاسعة عالمياً.بينما تأتي الولايات المتحدة في المركز الثالث عشر في القائمة باحتياطي نقد أجنبي يبلغ 242 مليار دولار.

وإليك ترتيب أكبر الدول احتفاظاً باحتياطي نقد أجنبي:

الصين - 3.4 تريليون دولار

اليابان - 1.25 تريليون دولار

سويسرا - 912 مليار دولار

الهند - 596 مليار دولار

روسيا - 587 مليار دولار

تايوان - 561 مليار دولار

هونغ كونغ - 430 مليار دولار

كوريا الجنوبية - 423 مليار دولار

المملكة العربية السعودية - 404 مليار دولار

البرازيل - 341 مليار دولار

سنغافورة - 289 مليار دولار

ألمانيا - 277 مليار دولار

الولايات المتحدة الأميركية - 242 مليار دولار

السبت، 24 يونيو 2023

الرئيس السيسي يبحث مع وزير المالية الفرنسي تعظيم الشراكة الاقتصادية بين الدولتين

الرئيس السيسي يبحث مع وزير المالية الفرنسي تعظيم الشراكة الاقتصادية بين الدولتين


الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الاقتصاد والمالية الفرنسي


التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الجمعة، خلال تواجده في باريس مع  برونو لومير وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، كما استقبل الرئيس خلال تواجده في باريس مسؤولي أكبر شركتين في فرنسا، منهم أكبر شركة شحن على مستوى العالم، وأن الشركات الفرنسية تحرص على تحسين وتطوير استثماراتهم في مصر.

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن  الرئيس السيسي أعرب عن التطلع لتعميق وتطوير آفاق التعاون المشترك مع فرنسا في المجالين الاقتصادي والتنموي، لاسيما من خلال زيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر لاستغلال الفرص الواعدة التى تتيحها المشروعات الكبرى.

من جانبه؛ أكد وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي حرص بلاده على تعظيم التعاون مع الحكومة المصرية في مختلف المجالات التي من شأنها أن تصب في صالح العملية التنموية الجارية في مصر، مؤكداً دعم فرنسا لمشروعات الشركات الفرنسية في مصر، وتوفير آليات التمويل اللازمة لخطط الدولتين لبرامج التعاون المالي والفني.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق أيضاً إلى تناول أعمال قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد، والحاجة الملحة إلى القيام بإصلاحات ذات مغزى في منظومة التمويل العالمي بهدف إضفاء مزيد من العدالة عليها وتعزيز قدرة الدول النامية على مجابهة التحديات المتشابكة، لاسيما على صعيد تغير المناخ.

الخميس، 22 يونيو 2023

الرئيس السيسي سيعرض في قمة باريس رؤية مصر حول تطوير سياسات بنوك التنمية متعددة الأطراف

الرئيس السيسي سيعرض في قمة باريس رؤية مصر حول تطوير سياسات بنوك التنمية متعددة الأطراف

الرئيس عبد الفتاح السيسي


يستهل الرئيس عبدالفتاح السيسي نشاطه اليوم في باريس، بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية للقمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد"، حيث سيعرض الرئيس رؤية مصر فيما يتعلق بتطوير سياسات وممارسات بنوك التنمية متعددة الأطراف.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي -في تصريحات للوفد الإعلامي المرافق للرئيس خلال زيارته لباريس، إن قمة باريس تعقد بمبادرة فرنسية بمشاركة عدد من روساء الدول والحكومات للبلدان النامية والمتقدمة، وتهدف إلى معالجة الاختلالات الهيكلية الموجودة بنظام التمويل العالمي، مشيرا إلى وجود إجماع من جميع الدول؛ سواء المتقدمة أو النامية على وجود أزمة حقيقية مركبة ومتراكمة بدأت بجائحة كورونا وتداعياتها وتأثيراتها المتراكمة حاليا، والتي تفوق تأثيراتها اثناء انتشار الفيروس.

كما سيناقش تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التي أدت إلى قصور شديد في سلاسل الإمداد وسوق الغذاء العالمي بالتوازي مع الاختلال الذي حدث بسبب تداعيات جائحة كورونا، وهو ما تسبب في إقدام الدول العظمى على خطوة غير مسبوقة في تاريخ الاقتصاد العالمي، وهو رفع أسعار الفائدة 11 مرة متتالية؛ مما أدى إلى نزوح الكثير من رؤوس أموال من الكثير من دول العالم إلى حيث توجد نسبة الفائدة العالية.

وأضاف المتحدث أن الدولة المصرية لديها أساس اقتصادي قوي؛ نظرا للمشروعات الضخمة التي تم تأسيسها وإقامتها على مدى السنوات الماضية؛ مما أدى إلى القدرة على امتصاص هذه الصدمات والصمود في مواجهة الأزمات واستمرار الاقتصاد المصري في النمو، رغم الأزمة القاسية التي تسبب فيها التضخم؛ وهو ما ستركز عليه فرنسا خلال القمة؛ لإصلاح هذا الاختلال.

وأشار إلى أن القمة ستتناول أيضا- مجابهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية، خاصة في الدول النامية؛ وهو ما يتطلب إصلاح وتعزيز النظام المالي متعدد الأطراف؛ ليصبح اكثر استجابة لاحتياجات الدول النامية وأكثر قدرة على الصمود أمام الأزمات.

ولفت المتحدث الرئاسي إلى أن مصر مدعوة إلى هذه القمة؛ نظرا لمساهمتها المستمرة والفعالة في قضايا المناخ واستضافتها لمؤتمر تغير المناخ COP 27 في شرم الشيخ؛ حيث قدمت رؤيتها فيما يخص النمو الأخضر ترتكز على توفير فرص العمل وسبل العيش الكريم من خلال التحول العادل لأنماط الاستهلاك والإنتاج المستدام والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وكفاءة الطاقة. وأوضح أن مصر ستطرح خلال المائدة المستديرة التي يشارك فيها الرئيس السيسي ضمن فعاليات القمة، الآليات الجديدة في شراكات النمو الأخضر.

كما يشارك الرئيس السيسي في الجلسة الختامية غدا الجمعة؛ لطرح رؤية مصر فيما يتعلق بتطوير سياسات وممارسات بنوك التنمية متعددة الاطراف لتعظيم قدرتها على منح التمويل وتيسير وصول الدول النامية الى هذا التمويل. وأكد المتحدث أن جوهر رسالة مصر -خلال هذه القمة، أن مشكلة التنمية والتمويل ليست متعلقة بالدول النامية فقط، وإنما هي شأن عالمي يخص جميع دول العالم، الذي بات شديد الترابط.وأضاف أن الرئيس السيسي سيجري لقاءات على هامش القمة مع عدد من المسؤولين والقادة المشاركين.

الأربعاء، 21 يونيو 2023

مصر وإيطاليا تاريخ طويل من العلاقات القوية.. وثروة جديدة للقاهرة بمشاركة روما في التعدين وإنتاج الكوارتز

مصر وإيطاليا تاريخ طويل من العلاقات القوية.. وثروة جديدة للقاهرة بمشاركة روما في التعدين وإنتاج الكوارتز

الرئيس السيسي يستقبل رؤساء وممثلو عدد من شركات التعدين الإيطالية


تملك مصر وإيطاليا تاريخاً طويلاً من العلاقات القوية، منذ الدولة البطلمية والدولة الرومانية، حيث تمتد جذور العلاقات المصرية الإيطالية للفترات التي تعرف تاريخياً بشعوب البحر، وهي الشعوب التي يلعب البحر الدور الرئيسي في كل شئون حياتها، وقد بدأت العلاقات بين البلدين ثم تطورت مع دخول مصر نطاق الدولة الرومانية.

وإن الثروات الجديدة المتواجده في مصر والتي تثتثمر فيها ايطاليا، حيث تم مشاركة مصر وايطاليا في اقامة مشروع إنتاج الكوارتز، والجهود المصرية الايطاليا في دعم استقرار المنطقة وتبادل العلاقات الاستثمارية والاقتصادية بين الدولتين.

تعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية

وفي هذا السياق أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقدير جمهورية مصر العربية لعلاقاتها التاريخية الراسخة مع إيطاليا، والحرص على تطويرها في مختلف مجالات التعاون الثنائي، مشيراً في هذا الصدد إلى اهتمام مصر بجذب استثمارات الشركات الإيطالية الكبرى في قطاع التعدين، والصناعة التحويلية، بهدف زيادة القيمة الصناعية المضافة، وتوطين الصناعة ونقل المعرفة والتكنولوجيا، وبناء القدرات المصرية في هذه الصناعات الأكثر تطوراً، على النحو الذي يتيح آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد الوطني لتوفير المزيد من فرص العمل المتميزة، وزيادة الإنتاج والصادرات إلى مختلف دول العالم.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، عدداً من رؤساء شركات التعدين الإيطالية، وهي شركات "بيرتون"، و"مينيرالي اندستريالي"، وشركة BSM، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والفريق أحمد الشاذلي رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة، واللواء أركان حرب وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، واللواء أركان حرب عبد السلام شفيق رئيس الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات، وشريف الغريب رئيس شركة "الشريف براند جروب"، بالإضافة إلى السفير "ميكيلي كواروني" سفير إيطاليا بالقاهرة.

مشروع إنتاج الكوارتز

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن اللقاء تناول استعراض آفاق التعاون مع الشركات الإيطالية لتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية في مصر، في ضوء النجاح الكبير لنموذج التعاون الصناعي بين مصر وإيطاليا في مشروع مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة، الذي شهد افتتاحه الرئيس في مايو الماضي.

وخلال اللقاء؛ أعرب مسئولو الشركات الإيطالية عن تطلعهم لتكثيف العمل نحو تعميق مسيرة التعاون مع مصر، منوهين إلى ما تعكسه المتابعة الدقيقة من جانب الرئيس لجهود دفع الاستثمار الخاص من حرصٍ للدولة على تحقيق طفرة حقيقية في هذا المجال، ومؤكدين التزامهم بتعزيز التعاون المثمر مع مصر في مجال الأنشطة التعدينية، لاسيما في ظل ما تحظى به من ثروات كامنة من الخامات المعدنية، وكذا الاستفادة من المناخ الاستثماري الجاذب في قطاع التعدين بمصر.

تضافر الجهود على المستوى الإقليمي

على الصعيد الإقليمي، فإن الدولتين تنسقان جهودهما الجادة بشأن القضايا الإقليمية المختلفة، التي تفرض تحديات مشتركة مثل الملف الليبي والهجرة غير الشرعية وموضوعات مكافحة الإرهاب، حيث تحرص إيطاليا على التنسيق مع مصر لتعزيز الأمن الإقليمي، وهو الأمر الذى يجسد الحرص المتبادل على ترسيخ التشاور المشترك حول الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما فى ظل التحديات الأمنية وتنامى ظاهرة الإرهاب.

كما يتطلع الجانبان للارتقاء بأطر التعاون وآليات التنسيق في هذا الشأن وتدعم الحكومة الإيطالية مصر في حربها ضد الإرهاب، ويجمع كل من مصر وإيطاليا توافق بشأن الوضع فى ليبيا، حيث إن الدولتين تتأثران بما يجرى بها، وتعملان على دعم جهود بناء الدولة الليبية ومنع سقوطها بيد الإرهابيين.

ترى إيطاليا أن مصر تخوض حربًا ضد الإرهاب ليس فقط للدفاع عن نفسها بل دفاعًا عن أوروبا بأسرها، كما يوجد تقارب كبير في التوجهات بين القاهرة وروما في القضايا المتصلة بأمن البحر المتوسط، ومكافحة الإرهاب والتطرف، فضلًا عن تحديد السياسات التي يتعين اتخاذها من أجل مواجهة تصاعد التيارات الأصولية المتطرفة، سواء في منطقة القرن الأفريقي أو شمال أفريقيا، وانعكاساتها على أمن البحر المتوسط.

وشهدت العلاقات السياسية والزيارات الرسمية بين مصر وإيطاليا تطورًا كبيرًا بعد ثورة 30 يونيو، وكانت الحكومة الإيطالية تدعم خارطة الطريق التي نفذتها مصر بعد 30 يونيو.